شخصية عربية عاشقة الوطن |
الدكتور القس صفوت البياضي
الرئيس الشرفي للطائفة الإنجيلية بمصر |
لا شك أن للأوطان موقعًا خاصًا لا تضاهيها فيه أركان أخرى مهما بلغ جمال وعظمة المواقع الأخرى التي سبقت بل ووصلت إلى عوالم الكرة الأرضية أو حتى خارجها. صحيح أننا لم نختبر طبيعة ما هو خارج كرتنا الأرضية، فرحلة القمر لم نعشها بعد، وإن كان هناك مَنْ سبقنا إليها عندما هبطت أول رحلة على سطح القمر. وكانت بدايتها في السادس عشر من شهر يوليو سنة 1969، حين قام رواد الفضاء نيل أرمسترونج ومساعداه أدوين ألدرن ومايكل كولينز برحلتهم الفضائية إلى القمر، حيث هبط أرمسترونج وألدرن على سطح القمر بعد أربعة أيام من الانطلاق في الوحدة القمرية، والتي أُطلق عليها اسم "النسر"، بينما بقي كولينز يدور حول القمر، ويُجري التجارب، ويلتقط الصور. وترك كل من أرمسترونج وكولينز لوحة على سطح القمر مفادها: "هنا آثار أقدام أول رجلين على سطح القمر – في يوليو 1969". وعاد الرواد الثلاثة إلى الأرض في الرابع والعشرين من شهر يوليو عام 1969 بأمان. استغرقت الرحلة مائة ساعة وكان الهبوط من أقرب نقطة لمسافة 384400 كيلومتر. ولا يزال العالم يتطلع إلى وسيلة لربط عالم القمر بعالم الأرض لكي تُحل قضية التسارع في زيادة عالم الإنسان فيتحقق الأمل في ربط الكرة الأرضية بالكرة القمرية، وذلك حتى تكتمل العملية وينفتح طريق التواصل بين سكان الكرة الأرضية للاستفادة من مساحة لا تقل عن مساحة اليابسة على الكرة الأرضية. وهنا يتقاسم سكان الكرة الأرضية الكرة الفضائية – ما دعوناه قمرًا ونراه نورًا مشعًا في عالمنا الأرضي مشاركةً مع الأجرام الفضائية. وبذلك يتحقق حلم التخلص من زحام كرتنا الأرضية بشراكة حياة على الكرة القمرية، لا سيما وقد ظهر مَنْ يدعو إلى رحلة قمرية ستقوم بها ناسا في عام 2024 تحت شعار "نحن ذاهبون" ويكون القمر هو هدف الانطلاق.
وعلى صعيد آخر، ظهر ملياردير يبحث عن مرافقين يذهبون معه إلى القمر، حيث يجري حاليًا البحث عن ثمانية من أفراد الطاقم للانضمام إليه في رحلة سماها "سبيس إكس الخاصة"، وهي رحلة حول القمر ستتم في عام 2023، وتُعَدُّ أول مهمة من هذا النوع تُنَفَّذ على أساس تجاري.
وكتب صاحب المشروع: "أدعو إلى هذه المهمة ثمانية منكم يتم اختيارهم من جميع أنحاء العالم." وقد تم دفع ثمن جميع المقاعد بالفعل ولذا فهي حقًا رحلة خاصة. أما عن متابعة مواعيد سفر الرحلات إلى القمر، فقد أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" عن رحلة بتكلفة ثمانية وعشرين مليار دولار للعودة إلى القمر بحلول عام 2024 على أمل التوصل إلى تمويل قدره 3.2 مليار دولار لبناء نظام للهبوط على سطحه.
وسوف يسافر رواد الفضاء في كبسولة شبيهة بمركبة أبولو تُسمى "أوريون"، وستُطلق على متن صاروخ قوي باسم "سيمس إس ال إس".
وأوضح مدير ناسا أن مبلغ الثمانية وعشرين مليار دولار يمثل التكاليف المرتبطة بالسنوات الأربع القادمة للبرنامج مع تعدد الرحلات، وبالفعل أُعِدَّ صاروخ عملاق لهذا الغرض.
كما أعلنت ناسا عن مسابقة لتصميم مرحاض لاستخدامه على القمر (طبعًا ليست نكتة).
|
|